يعد التعليم العالي الأساس في إرتقاء المجتمعات وتطورها، وتتحدد سمات مستقبلها ومكانتها في خريطة العالم العلمية، وفقَ جودة أدائه ومخرجاته المؤهلة؛ لتحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتها، الأمر الذي يشير – بشكل حاسم- إلى حجم الجهد المطلوب للإرتقاء بجودة التعليم العالي ومؤسساته، وقدرته على اكتساب خصائص التجدد والابتكار؛ ليواكب متطلبات عصرنا الحالي عصر المعلوماتية والعولمة، الذي يعرف بعصر الجودة. وأمام التحديات والرهانات التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي في ظل العولمة والانفتاح التعليمي حول مدى جودة العملية التعليمية؛ للإرتقاء بمستوى التكوين العالي، وتجسيد الجودة في مخرجاته في ظل تحديات عديدة وبيئات متغيرة، إضافة إلى معرفة مدى جودة الممارسات الإدارية والبحثية، وتحليل الفجوات والاستراتيجيات المتعلقة بها، ووضع السياسات الموجهة والضابطة لها، وذلك من خلال تبادل الخبرات، والإستشهاد ببعض التجارب المحلية والإقليمية والدولية الناجحة في مجال الجودة وتطبيقاتها في التعليم العالي. من هنا انبثقت فكرة التأسيس لمؤتمر دولي علمي محكم متخصص في جودة التعليم العالي، يلتقي فيه البُحاث والمتخصصون على المستوى الليبي والإقليمي والدولي؛ لمناقشة محاور هذا المؤتمر المهمّ، الذي فرض نفسه في ظل العولمة والانفتاح العالمي، وأصبح لزاماً علينا الاهتمام به؛ انطلاقًا من قناعتنا الأكيدة أن مستقبل مجتمعاتنا ينبثق من هذه المؤسسات ومخرجاتها، ودورها في تحقيق الميزة التنافسية العالمية.