Abstract:
تدور هذه الدّ ا رسة حول فلسفة الحكمة في شعر مسكين الدّارمي، الشّاعر الأمويّ ال اّ زهد، المقدّم
في قومه لشرفه وشجاعته، الّذي توافر في حكمه شيء من خصوبة التّجارب وتن وعها؛ فهي مستوحاة
من واقع حياته وحياة الآخرين، ومن ثقافته الفكريّة الّتي دعا من خلالها إلى مكارم الأخلاق بأسلوب
وعظيّ تعليميّ، وهي ثقافة مستمدّ معظمها من ثقافة عصر ما قبل الإسلام، وقليل منها إسلاميّ،
وهذا يعني أنّه لم يواكب التّطوّر الدّينيّ والحضاريّ في عصره إلا بقدر.
كما تدور هذه الدّ ا رسة حول فلسفة الفخر عنده، إذ افتخر بنفسه، وحسبه، ونسبه، ولم يفتخر بدينه
وتقواه، أي أنّه لم يفتخر بالدّيانة، وإنّما افتخر بالقبيلة، وهو بذلك يجاري الأقدمين، وكذلك فعل عندما
افتخر بكرمه وعفّته، ولكنّه أجاد وأبدع في فخره بعفّته، إذ واكب التّط ور الّذي ط أ ر على هذه القيمة
الخُلقيّة، ف ا زدها عمق اً، وأكسبها النّموذجيّة الإسلاميّة.