Abstract:
لقد حظيت العقوبات السالبة للحرية ـ وعلى الأخص قصيرة المدة ـ على اهتمام علماء العقاب والسياسة الجنائية من حيث فاعليتها وجدواها ، وقد أجريت حولها العديد من الدراسات والأبحاث( )، حيث إن هذه العقوبات تثير مشاكل عديدة ، منها أن مدتها القصيرة لا تكفي لتنفيذ برامج تهذيبية أو إصلاحية يتحقق بها تأهيل المحكوم عليه ، ما يعني أن العقوبات السالبة للحرية لا تحقق الأغراض المنوطة بها ، وأن الجهود التي تُبذَل في تنفيذها تتحول إلى عبث لا جدوى للمجتمع منه( )، أضف إلى أن هذه العقوبات تُلحِق أضراراً بالمحكوم عليه ، منها أنها تعرضه ـ وهو ذو خطورة إجرامية قليلة ـ إلى مساوئ الاختلاط بمجرمين أكثر خطورة ، ما يترتب عليه أن يغادر المؤسسة العقابية عند انقضاء عقوبته وهو أكثر خطورة من يوم دخل فيها( )، لاسيما وأن نتائج الدراسات الإحصائية التي أجريت على المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية ، تشير إلى تزايد معدلات عود المحكوم عليهم بهذه العقوبات لدرب الجريمة من جديد عقب الإفراج عنهم( ).